مجموعة هيونداي موتور تعزز استثماراتها في أمريكا وذراعها اللوجستية “جلوفيس” تحقق أسرع نمو عالمي

أعلنت مجموعة هيونداي موتور عن خطط استثمارية ضخمة تهدف إلى ترسيخ مكانتها في السوق الأمريكية، بالتزامن مع تحقيق شركتها اللوجستية التابعة، هيونداي جلفيس، إنجازاً عالمياً كأسرع علامة تجارية نمواً في قطاعها، مما يعكس الرؤية المستقبلية الطموحة للمجموعة الكورية الجنوبية.

استثمارات إضافية بمليارات الدولارات في الصناعات المستقبلية

كشفت مجموعة هيونداي موتور، بالتزامن مع القمة الكورية الأمريكية، عن خطة لإضافة استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في الصناعات المستقبلية داخل الولايات المتحدة. وبذلك يرتفع إجمالي حجم استثمارات المجموعة المعلن عنها منذ مارس الماضي من 21 مليار دولار إلى 26 مليار دولار، سيتم ضخها على مدى السنوات الأربع القادمة في قطاعات حيوية تشمل صناعة الصلب والسيارات والروبوتات.

تأسيس سلسلة قيمة متكاملة من الصلب إلى السيارات

في خطوة استراتيجية، ستبدأ المجموعة بإنشاء مصنع للصلب يعتمد على أفران القوس الكهربائي في ولاية لويزيانا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 2.7 مليون طن. ويهدف المصنع إلى إنتاج صفائح فولاذية عالية الجودة ومنخفضة الكربون لتزويد الصناعات الاستراتيجية الأمريكية، وعلى رأسها صناعة السيارات. وأوضحت المجموعة أن هذا المشروع سيمكنها من بناء سلسلة قيمة متكاملة داخل الولايات المتحدة، تبدأ من إنتاج الصلب مروراً بالمكونات وصولاً إلى السيارات النهائية، مما يعزز قدرتها التنافسية بشكل كبير.

إلى جانب ذلك، تخطط هيونداي لزيادة طاقتها الإنتاجية للسيارات في الولايات المتحدة، والتي بلغت 700 ألف سيارة العام الماضي، مع تنويع خطوط الإنتاج لتشمل السيارات الكهربائية والهجينة وسيارات الاحتراق الداخلي، بهدف تلبية متطلبات المستهلك الأمريكي بسرعة وفعالية. كما ستعمل شركات المكونات والخدمات اللوجستية التابعة للمجموعة على توسيع منشآتها لرفع نسبة المكونات المصنعة محلياً وتعزيز سلاسل الإمداد.

الريادة في تكنولوجيا الروبوتات والتقنيات المتقدمة

لم تتوقف استثمارات المجموعة عند هذا الحد، حيث أعلنت أيضاً عن إنشاء مصنع جديد للروبوتات بطاقة إنتاجية تبلغ 30 ألف وحدة. وتطمح هيونداي أن يصبح هذا المصنع مركزاً رئيسياً لإنتاج الروبوتات في الولايات المتحدة، وأن يلعب دوراً محورياً في النظام البيئي للروبوتات الذي يتوقع أن يتوسع مستقبلاً.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى المجموعة لتوسيع تعاونها مع الشركات الأمريكية في مجالات التقنيات المستقبلية الجديدة مثل القيادة الذاتية، والذكاء الاصطناعي، والمركبات المعرفة بالبرمجيات (SDV)، مع تسريع وتيرة تسويق أعمال شركاتها المحلية في أمريكا مثل “بوسطن ديناميكس” و”موشنال”.

هيونداي جلفيس: أسرع شركة لوجستية نمواً في العالم

في سياق متصل، حققت شركة هيونداي جلفيس، الذراع اللوجستية للمجموعة، إنجازاً بارزاً حيث صنفتها مؤسسة “براند فاينانس” البريطانية كأسرع علامة تجارية لوجستية نمواً في العالم. ووفقاً لتقرير “لوجستكس 25 لعام 2025″، احتلت الشركة المرتبة 21 ضمن أفضل 25 علامة تجارية لوجستية عالمية بقيمة بلغت 3 مليارات دولار، لتكون بذلك الشركة الكورية الوحيدة في القائمة.

وأوضح التقرير أن قيمة العلامة التجارية لهيونداي جلفيس ارتفعت بنسبة 81% مقارنة بالعام الماضي، وهو أعلى معدل نمو تم تسجيله في قطاع اللوجستيات العالمي. كما حصلت الشركة على تقييم مرتفع في مؤشر قوة العلامة التجارية، مما يثبت قدرتها التنافسية عالمياً من حيث الاستثمار والوعي بالعلامة التجارية وأداء الأعمال.

الاستدامة والشبكة العالمية كعوامل للنمو

عزت “براند فاينانس” هذا النمو المذهل إلى عدة عوامل، أبرزها “الاستثمار المستمر في بناء سلاسل إمداد صديقة للبيئة ومتقدمة” و”توسيع شبكتها اللوجستية العالمية”. وتعمل هيونداي جلفيس على تنفيذ خارطة طريق لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045، حيث استثمرت 2.5 تريليون وون لإدخال سفن نقل سيارات تعمل بمحركات مزدوجة الوقود بالغاز الطبيعي المسال (LNG)، وتخطط لزيادة نسبة هذه السفن في أسطولها تدريجياً.

كما أشادت المؤسسة بجهود الشركة في توسيع شبكتها العالمية، ومن ضمنها مشروع بناء منشأة لوجستية متكاملة في ميناء بوسان الجديد من المقرر الانتهاء منها في عام 2027، بالإضافة إلى نشاطها الملحوظ في سوق حلول الأتمتة اللوجستية الذكية.

واعتبر التقرير أن “الارتباط القوي مع مجموعة هيونداي موتور” كان له دور كبير في تعزيز الوعي بالعلامة التجارية، مستشهداً بالعقد الضخم الذي وقعته الشركة لمدة خمس سنوات بقيمة 6.7 تريليون وون لنقل سيارات هيونداي وكيا بحراً.

من جانبه، صرح مسؤول في هيونداي جلفيس قائلاً: “هذا تقدير دولي لجهودنا المستمرة في وضع العملاء على رأس أولوياتنا وتحقيق قيمة إيجابية من خلال ممارسات الإدارة المستدامة. سنواصل بذل قصارى جهدنا لتعزيز قدرتنا التنافسية وخلق قيمة موجهة نحو المستقبل”.