كأس العالم 2026: نسخة تاريخية تُقام في ثلاث دول

في الوقت الذي لا يزال فيه عشاق كرة القدم يتذكرون أجواء الحماس والمتعة التي صاحبت مونديال قطر 2022، تتركز الأنظار حالياً نحو النسخة القادمة من البطولة، التي من المنتظر أن تكون مختلفة بكل المقاييس، إذ تحمل معها العديد من المستجدات التي ستجعلها استثنائية في تاريخ كرة القدم.

ستكون بطولة كأس العالم 2026 أول نسخة تقام في ثلاث دول مختلفة هي الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، والمكسيك. كما ستكون الأولى في تاريخ المسابقة التي تشهد مشاركة 48 منتخباً، بدلاً من 32 منتخباً كما جرت العادة في النسخ السابقة. وتعد هذه المرة الأولى منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 التي تقام فيها البطولة بشكل مشترك بين أكثر من دولة، ولكنها ستكون أول مرة تنظمها ثلاث دول معاً.

المدن المستضيفة

من المقرر أن تُقام مباريات البطولة في عدد من المدن الكبرى داخل الدول الثلاث. ففي الولايات المتحدة، ستُوزع اللقاءات على 11 مدينة هي: سياتل، سان فرنسيسكو، لوس أنجلوس، كانساس سيتي، دالاس، أتلانتا، هيوستن، بوسطن، فيلادلفيا، ميامي، ونيويورك-نيوجيرزي.

أما في المكسيك، فستحتضن المباريات مدن مكسيكو سيتي، وادي الحجارة، ومونتيري، وهي من أبرز المدن الرياضية في البلاد. وبالنسبة لكندا، فسيكون لها تمثيل من خلال مدينتي فانكوفر وتورونتو.

موعد إقامة البطولة

رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لم يُعلن بعد عن المواعيد النهائية لإقامة النهائيات، إلا أن البطولة ستعود إلى توقيتها المعتاد في شهري يونيو ويوليو، بعد أن تم تعديل موعدها في نسخة 2022 التي أُقيمت في قطر إلى شهري نوفمبر وديسمبر بسبب درجات الحرارة المرتفعة صيفاً في الدولة الخليجية.

توسيع عدد المشاركين

لأول مرة في تاريخ كأس العالم، سيرتفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 48 منتخباً، وهو ما يُعد خطوة تاريخية تهدف إلى توسيع نطاق المنافسة وإتاحة الفرصة لمزيد من الدول للمشاركة في الحدث الأكبر على مستوى كرة القدم.

تاريخ استضافة البطولة في الدول الثلاث

بالنسبة للمكسيك، فإنها ستدخل التاريخ من أوسع أبوابه، حيث ستكون أول دولة تستضيف نهائيات كأس العالم ثلاث مرات، بعد أن نظمتها سابقاً في عامي 1970 و1986. أما الولايات المتحدة، فقد نظمت البطولة مرة واحدة فقط في عام 1994، وها هي تستعد للعودة مجدداً كمضيفة. كندا من جهتها، ورغم أنها لم تستضف من قبل نسخة للرجال، فقد سبق لها أن استضافت بطولة كأس العالم للسيدات عام 2015، ما يُعد خطوة تمهيدية نحو تنظيم البطولة الأكبر.

التصويت على ملف الاستضافة

لم يكن الطريق إلى تنظيم البطولة سهلاً، فقد نافست المغرب الدول الثلاث على استضافة كأس العالم 2026. وفي تصويت الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أُجري عام 2018، حصل ملف أمريكا الشمالية المشترك على 134 صوتاً، مقابل 65 صوتاً للمغرب. هذه النتيجة جعلت من المغرب يخسر حق التنظيم للمرة الخامسة في تاريخه.

مع كل هذه المستجدات، يترقب العالم بشغف انطلاق نسخة 2026 من كأس العالم، التي تعد بأن تكون حدثاً فريداً من نوعه، سواء من حيث الحجم أو التنظيم أو التنوع الجغرافي والثقافي، لتؤكد من جديد أن كرة القدم هي فعلاً اللعبة التي توحّد شعوب العالم.