سجل اليورو ارتفاعاً ملحوظاً أمام الدولار الأمريكي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ شهر، بعد تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على صادرات الاتحاد الأوروبي ابتداءً من الأول من يونيو. ويأتي هذا التراجع بعد طلب الاتحاد الأوروبي مهلة إضافية من أجل “التوصل إلى اتفاق مناسب”.
وتواصل الدولار الأمريكي انخفاضه أمام مجموعة واسعة من العملات الأخرى، وذلك في ظل التغيرات المتكررة في السياسات الاقتصادية لإدارة ترامب، خاصةً فيما يتعلق بخطط الإنفاق الضخمة ومشروع قانون خفض الضرائب الجاري مناقشته حالياً، مما أدى إلى تراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول الأمريكية.
وفي هذا السياق، قال راي أترِل، رئيس قسم أبحاث العملات الأجنبية في بنك أستراليا الوطني: “عودة ظاهرة ‘بيع أمريكا’ إلى الواجهة أمر واضح هذه الأيام، كما كان الحال في أبريل الماضي”. وأضاف: “ترى الأسواق – وربما بشكل منطقي – أن الرسوم الجمركية النهائية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لن تصل إلى 50%، لكن لا أحد يمكنه التنبؤ بكيفية الوصول إلى الاتفاق النهائي”.
وارتفع اليورو بنسبة 0.55% ليصل إلى 1.1418 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ 29 أبريل، قبل أن يستقر لاحقاً عند 1.1394 دولار، أي بارتفاع يومي بنسبة 0.36%. ومع هذا الارتفاع، تصل مكاسب اليورو منذ بداية العام إلى 10%.
كما ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.39% ليصل إلى أعلى مستوى له منذ فبراير 2022، وسجل لاحقاً ارتفاعاً بنسبة 0.25% عند 1.3574 دولار.
وبالرغم من تحسن شهية المخاطرة في الأسواق، بقيت عملتا الين الياباني والفرنك السويسري متماسكتين أمام الدولار، حيث تراجع الأخير بنسبة 0.24% ليصل إلى 142.23 ين، وهو أدنى مستوى خلال الشهر، بينما انخفض إلى 0.8193 فرنك، وهو أدنى مستوى خلال أسبوعين ونصف.
أما مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، فقد تراجع بنسبة 0.15% ليصل إلى 98.93 نقطة، مُكملاً انخفاضه الأسبوع الماضي بنسبة 1.9%.
وكان ترامب قد أعلن مساء الأحد عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، وذلك بعد مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي طلبت مزيداً من الوقت للتفاوض. ويمثل هذا التاريخ نهاية فترة التهدئة البالغة 90 يوماً التي أعقبت قرار ترامب في الثاني من أبريل بفرض رسوم على الاتحاد الأوروبي ومعظم الشركاء التجاريين الآخرين بمناسبة ما أسماه “يوم التحرير”.
ويُعد هذا التراجع المفاجئ في التصعيد – بعد يومين فقط من تهديدات ترامب – دليلاً على مدى سرعة تغيّر السياسات التجارية الأمريكية، لكنه في الوقت نفسه منح المستثمرين قدراً من التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاقات، ما هدّأ المخاوف بشأن حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.
More Stories
تهديد بفقدان أكثر من 20 ألف وظيفة في شركة تيسنكروب الألمانية
كارت ميزة.. مزايا متعددة وخصومات خاصة من بنكي الأهلي ومصر